ومن البسيط «فعلن» المقطوع «مفعولن» المقطوع، فأما «مستفعلان» المذال فاختلف فيه، فأجازه قوم بغير حرف مدّ، لانه قد تم وزيد عليه حرف بعد تمامه، وألزمه قول المدّ، لالتقاء الساكنين، وقالوا: المدة بين الساكنين تقوم مقام الحركة، وإجازته بغير حرف مدّ أحسن، لتمامه.
وأما الوافر فلا يلزم شيء منه حرف مدّ.
وأما الكامل فيدخل منه حرف اللين في «فعلاتن» المقطوع، وفي «متفاعلان» المذال.
وأما الهزج فلا يلزمه حرف مدّ.
وأما الرجز فيلزم «مفعولن» منه المقطوع حرف المدّ.
وأما الرمل فيلزم «فاعلان» وحدها، لالتقاء الساكنين.
وأما السريع فيلزم «فاعلان» الموقوف، لالتقاء الساكنين، وكذلك «مفعولات» .
وأما المنسرح فيلزم «مفعولات» كما يلزم السريع.
وأما الخفيف فإنه يلزم «فعولن» المقصور وإن كان قد نقص منه حرفان وليس في المد خلف من حرفين، ولكن لما نقص من أول الجزء حرف، وهو سين «مستفعلن» قام ما أخلف بالمدة مقام ما نقص من آخر الجزء، لانه بعد المدة.
وأما المضارع والمقتضب والمجتث فليس فيها حرف مدّ، لتمام أواخرها وأما المتقارب فألزموا «فعول» المقصور حرف المدّ: لالتقاء الساكنين. قال سيبويه: وكل هذه القوافي قد يجوز أن تكون بغير حرف المد لأنّ رويها تام صحيح على مثل حاله بحرف المد، وقد جاء مثل ذلك في أشعارهم، ولكنه شاذ قليل، وأن تكون بحرف المد احسن، لكثرته ولزوم الشعراء إياه.