اعلم أن الخرم لا يدخل إلا في كل جزء أوله وتد، وذلك ثلاثة أجزاء: فعولن، مفاعلتن، مفاعيلن؛ وهو سقوط حركة من أول الجزء؛ وإنما منعه أن يدخل في السبب، أنك لو أسقطت من السبب حركة بقي ساكن، ولا يبدأ بساكن أبدا.
ولا يدخل الخرم إلا في أول البيت، فإذا أدخل الخرم «فعولن» قيل له أثلم؛ فإذا دخل القبض مع الخرم قيل له أثرم؛ فإذا دخل الخرم مفاعلتن قيل له أعضب؛ فإذا دخله العصب مع الخرم قيل له أقصم؛ فإذا دخل الخرم مفاعيلن قيل له أخرم؛ فإذا دخله الكف مع الخرم قيل له أخرب؛ فإذا دخله القبض مع الخرم قيل له أشتر؛ وكل ما لم يدخله الخرم فهو الموفور.
[باب التعاقب والترقب]
اعلم أن التعاقب يدخل بين السببين المتقابلين في حشو الشعر حيثما كانا، ولا يكونان مع جميع العروض إلا في أربعة أشطار: في المديد، والرمل، والخفيف، والمجتث؛ وقد بينا جميع ذلك في موضعه؛ فما عاقبه ما قبله فهو صدر، وما عاقبه ما بعده فهو عجز، وما عاقبه ما قبله وما بعده فهو طرفان، وما لم يعاقبه ما قبله ولا ما بعده فهو بريء.
والتراقب بين السببين المتقابلين من فاصلة واحدة؛ ولا يدخل التراقب من جميع العروض إلا في المضارع، والمقتضب؛ وقد فسّرناه هنالك.
وقد نظمنا جميع ما ذكرناه من هذه الأبواب في أرجوزة، ليسهل حفظها على المتعلم؛ إذ كان حفظ المنظوم أسهل من حفظ المنثور؛ وقد ذكرنا فيها كل الدوائر الخمس وما ينفك من كل دائرة من عدد الشطور التي قالت عليها العرب والتي لم تقل عليها وموضع الزحاف منها.