للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عزائي نبيّ الله من كلّ ميّت ... وحسبي ثواب الله من كلّ هالك

إذا ما لقيت الله عني راضيا ... فإنّ سرور النفس فيما هنالك

خطب الحجاج في يوم جمعة فأطال الخطبة؛ فقام إليه رجل فقال: إن الوقت لا ينتظرك، والرب لا يعذرك! فأمر به إلى الحبس! فأتاه آل الرجل وقالوا: إنه مجنون! فقال: إن أقرّ على نفسه بما ذكرتم خليت سبيله. فقال الرجل: لا والله لا أزعم أنه ابتلاني وقد عافاني.

[خطبة للحجاج]

ذكروا أن الحجاج مرض ففرح أهل العراق؛ وقالوا: مات الحجاج! فلما بلغه تحامل حتى صعد المنبر فقال:

يا أهل الشقاق والنفاق! نفخ إبليس في مناخركم فقلتم: مات الحجاج، ومات الحجاج فمه؟ والله ما أحب أن لا أموت! وما أرجو الخير كلّه إلا بعد الموت، وما رأيت الله عز وجل رضي الخلود لأحد من خلقه، إلا لأهونهم عليه: إبليس؛ ولقد رأيت العبد الصالح سأل ربّه فقال: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ

«١» . ففعل؛ ثم اضمحل كأن لم يكن.

[خطبة للحجاج]

خطب فقال في خطبته:

سوطي سيفي، ونجاده في عنقي، وقائمه في يدي؛ وذبابه «٢» قلادة لمن اغترني! فقال الحسن: بؤسا لهذا! ما أغرّه بالله.

وحلف رجل بالطلاق أن الحجاج في النار، ثم أتى زوجته، فمنعته نفسها فأتى ابن شبرمة يستفتيه؛ فقال: يا بن أخي امض فكن مع أهلك، فإن الحجاج إن لم يكن من