وقيل: وفد جرير على عبد الملك بن مروان، فقال عبد الملك للأخطل: أتعرف هذا؟ قال: لا. قال: هذا جرير. قال الأخطل: والذي أعمى رأيك يا جرير ما عرفتك! قال له جرير: والذي أعمى بصيرتك وأدام خزيتك لقد عرفتك: لسيماك سيما أهل النار.
[كثير والأخطل عند عبد الملك]
ابن الاعرابي قال: دخل كثيّر عزّة على عبد الملك فأنشده وعنده رجل لا يعرفه، فقال لعبد الملك: هذا شعر حجازي، دعني أضغمه لك ضغمة «١» . قال كثيّر: من هذا يا أمير المؤمنين؟ قال: هذا الأخطل. قال: فالتفت إليه فقال له: هل ضغمت.
الذي يقول:
والتّغلبيّ إذا تنحنح للقرى ... حكّ استة وتمثل الأمثالا
تلقاهم حلماء عن أعدائهم ... وعلى الصّديق تراهم جهّالا «٢»
[حصين وصديق له]
حدثنا يحيى بن عبد العزيز قال: حدثنا محمد بن عبد الحكم بمصر: كان رجل له صديق يقال له حصين، فولى موضعا يقال له السابين، فطلب إليه حاجة فاعتل فيها، فكتب إليه:
اذهب إليك فإنّ ودّك طالق ... مني وليس طلاق ذات البين
فإذا ارعويت فإنها تطليقة ... ويقيم ودّك لي على ثنتين «٣»
وإذا أبيت شفعتها بمثالها ... فيكون تطليقين في حيضين «٤»