أنا التي لم ير مثلي بشر ... كلامي اللّؤلؤ حين ينثر
أسحر من شئت ولست أسحر ... إن سمع الناس كلامي كفروا «١»
فقال لهما: قد أحسنتما وأجدتما، وما لواحدة منكما فضيلة على صاحبتها، ولكن أبيت بينكما!
[الرشيد بين جاريتين]
أخبرنا أبو الطيب الكاتب أن أمير المؤمنين هارون الرشيد كان ليلة بين جاريتين:
مدنية، وكوفية؛ فجعلت الكوفية تغمز يديه، والمدنية تغمز رجليه، فجعلت المدنية ترتفع إلى فخذيه، حتى ضربت بيدها إلى متاعه، وحرّكته حتى أنعظ. فقالت الكوفية: نحن شركاءك في البضاعة، وأراك قد انفردت دوننا برأس المال وحدك، فأنيلي منه! فقالت المدنية: حدثني مالك عن هشام بن عروة عن أبيه قال: «من أحيا أرضا مواتا فهي له ولعقبه» ! قال: فاستقبلتها الكوفية ودفعتها، ثم أخذته بيديها جميعا وقالت: حدثنا الأعمش عن خيثمة عن ابن مسعود أنه قال: «الصيد لمن صاده لا لمن أثاره» !
[المتوكل وجارية]
أخبرنا الانطاكي: أن المتوكل طلب من محمود الوراق جارية مغنية، وأعطاه بها عشرة آلاف درهم، فأبى فلما مات محمود اشتراها من ميراثه بخمسة آلاف، وقال لها:
كنا أعطينا مولاك بك عشرة آلاف، وقد اشتريناك من ميراثه بخمسة آلاف! قالت:
يا أمير المؤمنين، إذا كانت الخلفاء تتربص بلذاتها المواريث فسنشترى بأرخص مما اشتريت!
[الرشيد يقامر جاريته]
أخبرنا اسحاق بن إبراهيم الموصلي قال: لاعب هارون الرشيد جارية من جواريه