للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولكن هذ خذ العود، لعلك تعود! وناولته عودا من الأرض!.

وكان أشعب يختلف إلى قينة بالمدينة يكلف بها وينقطع إذا نظرها، فطلبت منه أن يسلفها دراهم، فانقطع عنها وتجنب دارها، فعلمت له دواء ولقيته به؛ فقال لها: ما هذا؟ قالت: دواء عملته لك تشربه لهذا الفزع الذي بك! قال: اشربيه أنت للطمع، فان انقطع طمعك انقطع فزعي. وأنشأ يقول:

أنا والله أهواك ... ولكن ليس لي نفقه

فإمّا كنت تهويني ... فقد حلّت لي الصّدقه

[أبو الحارث وقينة]

وقعد أبو الحارث جمّيز إلى قينة بالمدينة صدر نهاره، فجعلت تحدّثه ولا تذكر الطعام؛ فلما طال ذلك به قال: مالي لا أسمع للطعام ذكرا؟ قالت: سبحان الله! أما تستحي؟ أما في وجهي ما يشغلك عن هذا؟ فقال لها: جعلت فداك، لو أن جميلا وبثينة قعدا ساعة واحدة لا يأكلان، لبصق كل واحد منهما في وجه صاحبه وافترقا!.

[أبو نواس وقينة]

وقال الشيباني: كانت بالعراق قينة، وكان أبو نواس يختلف إليها، فتظهر له أنها لا تحب غيره؛ وكان كلما جاءها وجد عندها فتى يجلس عندها ويتحدث إليها؛ فقال فيها:

ومظهرة لخلق الله ودّا ... وتلقى بالتّحيّة والسّلام

أتيت فؤادها أشكو إليه ... فلم أخلص إليه من الزّحام

فيامن ليس يكفيها صديق ... ولا خمسون ألفا كلّ عام

أراك بقيّة من قوم موسى ... فهم لا يصبرون على طعام