للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشراب، فدع النبيذ وكن أول داخل وآخر خارج. فقال حارثة: أنا لم أدعه للَّه، أفأدعه لك؟ قال: فاختر من عملي ما شئت. قال: ولني رامهرمز؛ فإنها أرض عذية «١» ، أو سرّق؛ فإن بها شرابا وصف لي عنها. فولاه إياها، فلما خرج شيعه الناس، وكتب إليه أنس بن أبي أنيس:

أحار بن بدر قد وليت ولاية ... فكن جرذا فيها تخون وتسرق

ولا تحقرن يا حار شيئا تخونه ... فحظك من ملك العراقين سرّق

وبار تميما بالغنى إنّ للغنى ... لسانا به المرء الهيوبة ينطق «٢»

فإنّ جميع الناس إمّا مكذّب ... يقول بما يهوى وإمّا مصدّق

يقولون أقوالا ولا يعلمونها ... ولو قيل يوما حققوا لم يحقّقوا

وقّع حارثة في أسفل كتابه: لا بعد عنك الرشد.

[حارثة بن بدر في حرب الازارقة]

ولما خرجت الازارقة على اهل البصرة، لاقاهم حارثة بن بدر وتولى حربهم في أصحابه من فرسان بني يربوع، حتى أصيب في تلك الحروب. وقال فيه الشاعر:

فلولا ابن بدر للعراقين لم يقم ... لما قام فيه للعراقين إنسان

إذا قيل من حامي الحقيقة أو مأت ... إليه معد بالأكفّ وقحطان

وقال الشاعر:

شربنا من الذّاذيّ حتى كأننا ... ملوك لهم في كلّ ناحية وفر «٣»

فلما اعتلت شمس النهار رأيتنا ... تخلّى الغنى عنا وعاودنا الفقر

وكان أبو الهندي من ولد شبث بن ربعيّ الرياحي من بني يربوع وكان قد غلب