فقلت: ما حالك؟ قال: وما حال من يريد سفرا بعيدا بغير زاد، ويدخل قبرا موحشا بلا مؤنس، وينطلق إلى ملك عدل بلا حجة؟ ثم خرجت نفسه.
[بين العتبي وبعض الرهبان:]
العتبي قال: مررت براهب باك، فقلت: ما يبكيك؟ قال: أمر عرفته وقصرت عن طلبه، ويوم مضى من عمري نقص له أجلي ولم ينقص له أملي.
[باب من كلام الزهاد وأخبار العباد]
[لبعض العباد:]
قيل لقوم من العبّاد: ما أقامكم في الشمس؟ قالوا: طلب الظل.
[لعلقمة الأسود:]
قيل لعلقمة الأسود بن يزيد: كم تعذّب هذا الجسد الضعيف؟ قال: لا تنال الراحة إلا بالتعب.
[لآخر:]
وقيل لآخر: لو رفقت بنفسك! قال: الخير كلّه فيما أكرهت النفوس عليه، قال النبي صلّى الله عليه وسلم:«حفّت الجنّة بالمكاره» .
[مسروق الأجدع:]
وقيل لمسروق بن الأجدع: لقد أضررت ببدنك. قال: كرامته أريد. وقالت له امرأته فيروز لما رأته لا يفطر من صيام ولا يفتر من صلاة «١» : ويلك يا مسروق! أما يعبد الله غيرك، أما خلقت النار إلا لك؟ قال لها: ويحك يا فيروز! إن طالب الجنة