للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[هو وأبو السائب]

: قال: وخرج أبو السائب وابن أبي عتيق يوما يتنزهان في بعض نواحي مكة فمال أبو السائب ليبول وعليه طويلته؛ فانصرف دونها، فقال له ابن أبي عتيق: ما فعلت طويلتك؟ قال: ذكرت قول كثيّر:

أرى الإزار على لبنى فأحسده ... إن الإزار على ما ضمّ محسود

فتصدقت بها على الشيطان الذي أجرى هذا البيت على لسانه! فأخذ ابن أبي عتيق طويلته فرمى بها، وقال: أتسبقني أنت إلى برّ الشيطان!

[سليمان ومغن]

: سمع سليمان بن عبد الملك مغنيا في عسكره، فقال: اطلبوه. فجاءوا به، فقال:

أعد عليّ ما تغنيت به. فغنى واحتفل- وكان سليمان أغير الناس- فقال لأصحابه:

كأنها والله جرجرة «١» الفحل في الشول، وما أحسب أنثى تسمع هذا إلا صبت! وأمر به فخصي.

[الفرزدق والأحوص]

: وقالوا: إن الفرزدق قدم المدينة، فنزل على الأحوص بن محمد بن عبد الله بن عاصم بن ثابت بن أبي الأفلح صاحب النبي صلّى الله عليه وسلم وهو الذي حمت لحمه الدبر «٢» ، فقال [له] الأحوص: ألا أسمعك غناء؟ قال: تغنّ. فغناه:

أتنسى إذ تودّعنا سليمى ... بعود بشامة سقي البشام

بنفسي من تجنّبه عزيز ... عليّ ومن زيارته لمام

ومن أمسي وأصبح لا أراه ... ويطرقني إذا هجع النّيام «٣»

قال الفرزدق: لمن هذا الشعر؟ قال: لجرير. ثم غناه: