تركت الفارس البذاخ منهم ... تمجّ عروقه علقا عبيطا «١»
دعست لبانه بالرّمح حتى ... سمعت لمتنه فيه أطيطا «٢»
لقد أرديت قومك يا ابن صخر ... وقد جشّمتهم أمرا سليطا
وكم أسلمت منكم من كميّ ... جريحا قد سمعت له غطيطا «٣»
مضت أيام الفجار الآخر، وهي خمسة أيام في أربع سنين، أولها يوم نخلة، ولم يكن لواحد منهما على صاحبه، ثم يوم شمطة لهوازن على كنانة، وهو أعظم أيامهم، ثم يوم العبلاء، ثم يوم شرب، وكان لكنانة على هوازن، ثم يوم الحريرة لهوازن على كنانة.
قال أبو عبيدة: ثم تداعى الناس إلى السلم على أن يذروا الفضل ويتعاهدوا ويتواثقوا.
[يوم عين أباغ]
وبعده أيام ذي قار قال أبو عبيدة: كان ملك العرب المنذر الأكبر ابن ماء السماء، ثم مات فملك ابنه عمرو بن المنذر، وأمه هند وإليها ينسب، ثم هلك فملك أخوه قابوس، وأمه هند أيضا، فكان ملكه أربع سنين، وذلك في مملكة كسرى بن هرمز، ثم مات فملك بعده أخوه المنذر بن المنذر بن ماء السماء، وذلك في مملكة كسرى بن هرمز، فغزاه الحارث الغساني، وكان بالشام من تحت يد قيصر، فالتقوا بعين أباغ، فقتل المنذر، فطلب كسرى رجلا يجعله مكانه، فأشار إليه عدي بن زيد- وكان من تراجمة كسرى- بالنعمان بن المنذر، وكان صديقا له فأحب أن ينفعه، وهو أصغر بني المنذر بن المنذر بن ماء السماء، فولاه كسرى على ما كان عليه أبوه، وأتاه عدي بن