فيها، فأفتيت بها: ثم سمعته ينهى [عنها] فنهيت عنها؛ وأول مجمر «١» سطع في المتعة مجمر آل الزبير.
[مناظرة في مجلس معاوية]
: دخل الحسن بن عليّ على معاوية وعنده ابن الزبير وأبي سعيد بن عقيل بن أبي طالب؛ فلما جلس الحسن قال معاوية: يا أبا محمد، أيهما كان أكبر، عليّ أم الزبير؟
قال: فقال: ما أقرب ما بينهما، عليّ كان أسنّ من الزبير؛ رحم الله عليا فقال ابن الزبير: رحم الله الزبير، فتبسم الحسن؛ فقال أبو سعيد بن عقيل بن أبي طالب: دع عنك عليا والزبير؛ إن عليا دعا إلى أمر فاتّبع وكان فيه رأسا، ودعا الزبير إلى أمر كان فيه الرأس امرأة، فلما تراءت الفئتان والتقى الجمعان نكص الزبير على عقبيه وأدبر منهزما قبل أن يظهر الحق فيأخذه، أو يدحض الباطل فيتركه، فأدركه رجل لو قيس ببعض أعضائه لكان أصغر، فضرب عنقه وأخذ سلبه وجاء برأسه، ومضى عليّ قدما كعادته مع ابن عمه ونبيه صلّى الله عليه وسلم؛ فرحم الله عليا ولا رحم الزبير! فقال ابن الزبير: أما والله لو أنّ غيرك تكلم بهذا يا أبا سعيد لعلم ... قال: إنّ الذي تعرّض به يرغب عنك. وأخبرت عائشة بمقالتهما، فالتفت أبو سعيد فلم ير شيئا؛ فقال: إن الشيطان ليراك من حيث لا تراه! فضحكت عائشة وقالت: لله أبوك! ما أخبث لسانك.
[الحسين ومعاوية]
: الشعبي قال: دخل الحسين بن عليّ يوما على معاوية ومعه مولى له يقال له ذكوان، وعند معاوية جماعة من قريش فيهم ابن الزبير، فرحب معاوية بالحسين وأجلسه على سريره، وقال: ترى هذا القاعد- يعني ابن الزبير- فإنه ليدركه الحسد لبني عبد مناف.