وأما السمك، والقرع، والرمان، والتوت، والإجاص، والمشمش، فإنما قل لكثرة رطوبتها؛ وغذاؤها غير باق سريع التحلل.
وأما خبز الشعير، والخشكار «١» . والباقلي الرطب؛ وجميع البقول، مثل الكرنب، والسلق، والحماض، والبقلة الحمقاء، والفجل، والخردل، والحرف، والجزر- فقليل الغذاء، لكثرة الفضل فيها.
وأما البصل، والثوم، والكراث؛ فإنها إذا أكلت نيئة لم تغذ، وإذا طبخت غذّت غذاء يسيرا.
وأما التين، والعنب، فإنهما بين ما قل غذاؤه وما كثر غذاؤه.
[الأطعمة التي تولد كيموسا جيدا]
كل ما كان معتدلا من الأطعمة لم تفرط فيه قوّة ولم يجاوز القدر فيه، ولد دما خالصا نقيا صحيحا، وكل ما كان كذلك فهو موافق لجميع الأبدان وفي جميع الأوقات، وهو لجميع الأبدان المعتدلة في جميع الأوقات، وفي الأوقات المعتدلة أوفق؛ لأن ما تجاوز الاعتدال من الأبدان يحتاج من الأطعمة إلى ما فيه قوّة تجاوز الاعتدال؛ وكذلك الأبدان المعتدلة في الأوقات التي ليست بمعتدلة.
وفي الأطعمة ما هو غليظ وما هو لطيف وما هو بين ذلك، وأجودها لجميع الناس ما كان معتدلا منها، بين الغليظ واللطيف، وما هو بين ذلك.
وقد وصفنا الأطعمة الغليظة واللطيفة والمتوسطة. ومتى يصلح كل صنف منها؛ فبقي علينا أن نخبر بجملة الأطعمة المولدة الكيموس الجيّد، وقسمتها على ما قسمناها.
فمن ذلك خبز الحنطة النقي المحكم الصنعة إن كان من يومه، ولحم الدجاج،