قال الفقيه ابو عمر احمد بن محمد بن عبد ربه رضي الله عنه: قد مضى قولنا في أخبار زياد والحجاج والطالبيين والبرامكة، ونحن قائلون بعون الله وتوفيقه في أيام العرب ووقائعهم، فإنها مآثر الجاهلية، ومكارم الاخلاق السنية.
قيل لبعض أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم: ما كنتم تتحدثون به اذا خلوتم في مجالسكم؟
قال: كنا نتناشد الشعر ونتحدث بأخبار جاهليتنا.
وقال بعضهم: وددت أن لنا مع إسلامنا كرم أخلاق آبائنا في الجاهلية: الا ترى ان عنترة الفوارس جاهلي لا دين له، والحسن بن هانيء إسلامي له دين، فمنع عنترة كرمه ما لم يمنع الحسن بن هانىء دينه، فقال عنترة في ذلك:
وأغضّ طرفي إن بدت لي جارتي ... حتى يواري جارتي مأواها
وقال الحسن بن هانىء مع اسلامه:
كان الشباب مطيّة الجهل ... ومحسّن الضّحكات والهزل
والباعثي والناس قد رقدوا ... حتى أتيت حليلة البعل «١»