وقالت أيضا:
فما أدركت كفّ امرىء متناول ... من المجد إلّا والذي نلت أطول
وما بلغ المهدون للمدح غاية ... ولا جهدوا إلّا الذي فيك أفضل
وما الغيث في جعد الثرى دمث الربا ... تبعّق فيها الوابل المتهلّل «١»
فأفضل سيبا من يديك ونعمة ... تجود بها، بل سيب كفّيك أجزل
من القوم مغشيّ الرواق كأنه ... إذا سيم ضيما خادر متبسّل «٢»
شرنبث أطراف البنان ضبارم ... له في عرين الغيل عرس وأشبل «٣»
[لأخت الوليد بن طريف في رثائه:]
وقالت أخت الوليد بن طريف ترثي أخاها الوليد بن طريف:
أيا شجر الخابور مالك مورقا ... كأنك لم تجزع على ابن طريف
فتى لا يريد العزّ إلّا من التقى ... ولا المال إلّا من قنا وسيوف «٤»
ولا الذّخر إلا كلّ جرداء صلدم ... وكلّ رقيق الشّفرتين حليف «٥»
فقدناه فقدان الرّبيع فليتنا ... فديناه من ساداتنا بألوف
خفيف على ظهر الجواد إذا عدا ... وليس على أعدائه بخفيف
عليك سلام الله وقفا فإنني ... أرى الموت وقاعا بكلّ شريف
وقال آخر يرثي آخاه:
أخ طالما سرني ذكره ... فقد صرت أشجى إلى ذكره
وقد كنت أغدو إلى قصره ... فقد صرت أغدو إلى قبره
وكنت أراني غنيّا به ... عن الناس لو مدّ في عمره
وكنت إذا جئته زائرا ... فأمري يجوز على أمره