للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال أكثم بن صيفي: إنما أنتم أخبار فطيّبوا أخباركم.

أخذ هذا المعنى حبيب الطائي فقال:

وما ابن آدم إلّا ذكر صالحة ... أو ذكر سيئة يسرى بها الكلم

أما سمعت بدهر باد، أمّته ... جاءت بأخبارها من بعدها أمم «١»

وقال أبو بكر محمد بن دريد:

وإنّما المرء حديث بعده ... فكن حديثا حسنا لمن وعى

وقالوا: الأيام مزارع، فما زرعت فيها حصدته.

[لابن عبد ربه]

: ومن قولنا في هذا المعنى وغيره من مكارم الأخلاق:

يا من تجلّد للزّما ... ن أما زمانك منك أجلد

سلّط نهاك على هوا ... ك وعدّ يومك ليس من غد

إن الحياة مزارع ... فازرع بها ما شئت تحصد

والناس لا يبقى سوى ... آثارهم والعين تفقد

أو ما سمعت بمن مضى ... هذا يذمّ وذاك يحمد

المال إن أصلحته ... يصلح وإن أفسدت يفّسد

وقال الأحنف بن قيس: ما ادّخرت الآباء للأبناء، ولا أبقت الموتى للأحياء، شيئا أفضل من اصطناع المعروف عند ذوي الأحساب.

وقالوا: تربيب المعروف أولى من اصطناعه؛ لأنّ اصطناعه نافلة، «٢» وتربيبه فريضة.

وقالوا: أحي معروفك بإماتة ذكره، وعظّمه بالتّصغير له.