يتشمّمها أياما حتى أنتنت، فأخذها في جهازها، وخرج بين يدي نعشها، حتى إذا بلغ القبر نزل فيه فلما فرغ من دفنها لصق به مسلمة أخوه يعزيه ويؤنسه، فقال: قاتل الله ابن أبي جمعة، كأنه كان يرى ما نحن فيه حيث يقول:
فإن تسل عنك النّفس أو تدع الهوى ... فباليأس تسلو عنك لا بالتجلّد
وكلّ خليل زارني فهو قائل ... من اجلك هذا ميّت اليوم أو غد!
قال: وطعن «١» في جنازتها فدفناه إلى سبعة عشر يوما.
[خلافة هشام بن عبد الملك بن مروان]
ثم بويع هشام بن عبد الملك بن مروان، ويكنى أبا الوليد: وأمّه أم هشام بنت إسماعيل بن هشام المخزومي، يوم الجمعة لخمس ليال بقين من شعبان سنة خمس ومائة.
ومات بالرصافة يوم الأربعاء لثلاث خلون من ربيع الأول سنة خمس وعشرين ومائة، وهو ابن ثلاث وخمسين سنة، وصلى عليه الوليد بن يزيد، وكانت خلافته عشرين سنة.
[أسماء ولد هشام بن عبد الملك]
معاوية، وخلف، ومسلمة، ومحمد، وسليمان، وسعيد، وعبد الله، ويزيد، وهو الأبكم؛ ومروان، وإبراهيم، ويحيي، ومنذر، وعبد الملك، والوليد، وقريش، وعبد الرحمن.
وكان على شرطته: كعب بن عامر العبسي، وعلى الرسائل: سالم مولاه، وعلى خاتم الخلافة: الربيع: مولى لبني الحربش، وهو الربيع بن سابور؛ وعلى الخاتم الصغير: أبو الزبير مولاه، وعلى ديوان الخراج والجند: أسامة بن زيد، ثم عزله وولّى الحثحاث؛ وعلى إذنه غالب بن مسعود مولاه.