قد امتطى مطيّة لا تبرح ... صائمة قائمة لا ترمح «١»
مطية إن يعرها انكسار ... يطلبها النّجّار لا البيطار
كأنه من فوقها أسوار ... عيناه في كلتيهما مسمار «٢»
مباشرا للشّمس والرّياح ... على جواد غير ذي جماح
يقول للخاطر بالطّريق ... قول محب ناصح شفيق
هذا مقام خادم الشّيطان ... ومن عصى خليفة الرحمن
فما رأينا واعظا لا ينطق ... أصدق منه في الذي لا يصدق
قفل لمن غرّ بسوء رائه ... يمت إذا شاء بمثل دائه
كم مارق مضى وكم منافق ... قد ارتقى في مثل ذاك الحالق
وعاد وهو في العصى مصلب ... ورأسه في جذعه مركّب
فكيف لا يعتبر المخالف ... لحال من تطلبه الخلائف
أما رآه من هوان يرتع ... معتبرا لمن يرى ويسمع
[سنة خمس عشرة وثلاثمائة]
فيها غزا معتزما ببشترا ... فجال في ساحتها ودمّرا
ثم غزا طلجيرة عليها ... وهي الشّجى من بين أخدعيها «٣»
وامتدّها بابن السّليم راتبا ... مشمّرا عن ساقه محاربا «٤»
حتى رأى حفص سبيل رشده ... بعد بلوغ غاية من جهده
فدان للإمام قصدا خاضعا ... وأسلم الحصن إليه طائعا
[سنة ست عشرة وثلاثمائة]
لم يغز وانتحى ببشترا ... فرمّها بما رأى ودبّرا «٥»