قال أبو المنذر: أخبرني خراش أنّ اول وقعة كانت بينهم يوم النّهي، فالتقوا بماء يقال له النّهي، كانت بنو شيبان نازلة عليه، ورئيس تغلب المهلهل، ورئيس شيبان الحارث بن مرة، فكانت الدائرة لبني تغلب، وكانت الشوكة في شيبان، واستحر القتل فيهم إلا انه لم يقتل في ذلك اليوم احد من بني مرة.
يوم الذنائب «١»
ثم التقوا بالذنائب، وهو اعظم وقعة لهم، فظفرت بنو تغلب، وقتلت بكرا مقتلة عظيمة، وفيها قتل شراحيل بن مرة بن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان- وهو جدّ الحوفزان، وهو جد معن بن زائدة، والحوفزان هو الحرث بن شريك بن عمرو بن قيس بن شراحيل- قتله عتاب بن سعد بن زهير بن جشم، وقتل الحرث بن مرة بن ذهل بن شيبان، قتله كعب بن زهير بن جشم، وقتل من بني ذهل بن ثعلبة عمرو بن سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة. وقتل من بني تيم الله: جميل بن مالك بن تيم الله، وعبيد الله بن مالك بن تيم الله وقتل من بني قيس بن ثعلبة: سعد بن ضبيعة بن قيس، وتميم بن قيس بن ثعلبة، وهو احد الخرفين، وكان شيخا كبيرا، فحمل في هودج، فلحقه عمرو بن مالك ابن الفدوكس بن حشم، وهو جد الاخطل، فقتله. هؤلاء من أصيب من رؤساء بكر يوم الذئاب.
يوم واردات «٢»
ثم التقوا بواردات، وعلى الناس رؤساؤهم الذين سمينا، فظفرت بنو تغلب واستحرّ القتل في بني بكر، فيومئذ قتل الشعثمان شعثم وعبد شمس ابنا معاوية بن