والمقعطر: من مشاهير فرسانهم، وقطريّ، أنجدهم قاطبة؛ وصالح بن مخراق، من بهمهم، وكذلك سعد الطلائع.
[للمهلب في نفر من الخوارج]
: ولما اختلف أمر الخوارج وانحاز قطريّ فيمن معه وبقي عبد ربّه، قال المهلّب لأصحابه: إن الله تعالى قد أراحكم من أقران أربعة: قطريّ بن الفجاءة، وصالح بن مخراق، وعبيدة بن هلال، وسعد الطلائع؛ وإنما بين أيديكم عبد ربه في خشار «١» من خشار الشيطان.
[تعطش الخوارج إلى القتال]
: وكانت الخوارج تقاتل على السوط يؤخذ منها والعلق الخسيس «٢» أشدّ قتال، وسقط في بعض أيامهم رمح لرجل من مراد من الخوارج، فقاتلوا عليه حتى كثر الجراح والقتل، وذلك مع المغرب، والمرادي يرتجز:
الّليل ليل فيه ويل ويل ... وسال بالقوم الشّراة السّيل
إن جاز للأعداء فينا قول
وتفرقت مقالة الخوارج على أربعة أضرب: فقال نافع بن الأزرق: باستعراض الناس والبراءة من عثمان وعليّ وطلحة والزبير، واستحلال الأمانة وقتل الأطفال.
وقال أبو بيهس هيصم بن جابر الضّبعيّ: إن أعداءنا كأعداء الرسول صلّى الله عليه وسلّم: يحلّ لنا المقام فيهم كما أقام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأقام المسلمون بين المشركين. وأقول: إن مناكحتهم ومواريثهم تجوز، لأنهم منافقون يظهرون الإسلام وإن حكمهم عند الله حكم المشركين.
وقال عبد الله بن إباض: لا نقول فيمن خالفنا إنه مشرك، لأن معهم التوحيد