قال: هل لابنك أم؟ قال: نعم. قال: ادفعها إليه حتى يولدها لك ولدا مثل ولدك، ويربيه حتى يبلغ مثل ولدك، ويبرأ به إليك.
[حيطة أعمى:]
وكان بالمدينة أعمى يكنى أبا عبد اللَّه، أتى يوما يغتسل من عين، فدخل بثيابه؛ فقيل له: بللت ثيابك. قال: تبتلّ عليّ أحبّ إليّ من أن تجف على غيري.
[طبع الناسك:]
وفي كتاب الهند أن ناسكا كان له سمن في جرّة معلقة على سريره، ففكر يوما وهو مضطجع على سريره وبيده عكاز؛ فقال: أبيع الجرة بعشرة دراهم، فأشتري بها خمس أعنز، فأدهن في كل سنة مرتين؛ حتى تبلغ ثمانين وأبيعهن، فأبتاع بكل عشرة بقرة، ثم ينمى المال بيدي، فأبتاع العبيد والإماء، ويولد لي ولد فآخذ به في الأدب، فإن عصاني ضربته بهذه العصا. وأشار بالعصا فأصاب الجرة، فانكسرت وانصبّ السمن على وجهه ورأسه.
[شهادة الحمير:]
الزبير قال: حدثنا بكار بن رباح قال: كان بمكة رجل يجمع بين الرجال والنساء ويحمل لهم الشراب، فشكي إلى عامل مكة، فنفاه إلى عرفات، فبنى بها منزلا وأرسل إلى إخوانه فقال: ما منعكم أن تعاودوا ما كنتم فيه؟ قالوا: وأين بك وأنت في عرفات؟ قال: حمار بدرهم وقد صرتم على الأمن والنزهة. ففعلوا فكانوا يركبون إليه حتى فسدت أحداث مكة؛ فأعادوا شكايته إلى والي مكة. فأرسل إليه فأتي به، فقال: يا عدوّ اللَّه! طردتك فصرت تفسد في المشعر الحرام قال: يكذبون عليّ أصلح اللَّه الأمير. فقالوا: أصلحك اللَّه، الدليل على صحة ما نقول أن تأمر بجمع حمير مكة فترسل بها أمناء إلى عرفات فيرسلوها، فإن تهتد إلى منزله دون المنازل كعادتها فنحن غير مبطلين. فقال الوالي: إن في هذا لدليلا وشاهدا عدلا.