الشيباني عن أبيه قال: قال أعرابي: كنت أشتهي ثريدة دكناء من الفلفل، رقطاء من الحمص، ذات حفافين من اللحم، لها جناحان من العراق «١» ، أضرب فيها كما يضرب وليّ السوء في مال اليتيم!
[بين أعرابيين:]
وقال رجل لأعرابي: ما يسرني لو بتّ ضيفا لك! فقال له الأعرابي: لو بتّ ضيفا لي لأصبحت أبطن من أمك قبل أن تلدك بساعة.
[أعرابي على مائدة سليمان:]
حضر أعرابي سفرة سليمان بن عبد الملك، فجعل يمرّ إلى ما بين يديه، فقال له الحاجب: مما يليك فكل يا أعرابي. فقال: من أجدب انتجع. فشق ذلك على سليمان، وقال للحاجب: إذا خرج عنا فلا يعد إلينا. وشهد بعد هذا سفرته أعرابي آخر، فمر إلى ما بين يديه أيضا، فقال له الحاجب: مما يليك فكل يا أعرابي. قال: من أخصب تخيّر. فأعجب ذلك سليمان، فقرّبه وأكرمه وقضى حوائجه.
[أعرابي وقوم من الكتبة:]
مر أعرابي بقوم من الكتبة في متنزه لهم وهم يأكلون، فسلم ثم وضع يده يأكل معهم، فقالوا: أعرفت فينا أحدا؟ قال: بلى، عرفت هذا! وأشار إلى الطعام، فقال بعض الكتاب يصف أكله: