لا بد من تأريخ الكتاب؛ لأنه لا يدل على تحقيق الأخبار وقرب عهد الكتاب وبعده إلا بالتأريخ، فإذا أردت أن تؤرّخ كتابك فانظر إلى ما مضى من الشهر وما بقي منه، فإن كان ما بقي أكثر من نصف الشهر، كتبت: لكذا وكذا ليلة مضت من شهر كذا؛ وإن كان الباقي أقل من النصف جعلت مكان مضت: بقيت.
وقد قال بعض الكتاب: لا تكتب إذا أرّخت إلا بما مضى من الشهر؛ لأنه معروف وما بقي منه مجهول؛ لأنك لا تدري أيتم الشهر أم لا.
[سحاءة الكتاب وطريقة لابن طاهر:]
ولا تجعل سحاءة «١» كتابك غليظة، إلا في كتب العهود والسجلات التي يحتاج إلى بقاء خواتمها وطوابعها؛ فإن عبد الله بن طاهر كتب إليه بعض عمّاله على العراق كتابا، وجعل سحاءته غليظة، فأمر بإشخاص الكاتب إليه، فلما ورد عليه قال له عبد الله بن طاهر: إن كانت معك فأس فاقطع ختم كتابك ثم ارجع إلى عملك، وإن عدت إلى مثلها عدنا إلى إشخاصك لقطعها؛ ولا تعظم الطينة «٢» جدا، وطن كتبك بعد كتبك عناوينها، فإن ذلك من أدب الكاتب، فإن طينت قبل العنوان فأدب منتحل.
[تفسير الأمي]
فأما الأمّيّ فمجازه على ثلاثة وجوه: قولهم أمي؛ منسوب إلى أمة رسول الله صلّى الله عليه وسلم ويقال: رجل أمّي؛ إذا كان من أمّ القرى، قال الله تعالى: لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ