وأدخل الطّاعة في مكان ... لم يدر قطّ طاعة السّلطان
ثم رمى الثّغر بخير قائد ... وذادهم منها بخير ذائد «١»
به قما الله ذوي الإشراك ... وأنقذ الثّغر من الهلاك»
وانتاش من مهواتها تطيله ... وقد ثوت دماؤها مطلوله «٣»
وسهّل الثّغر وما يليه ... من شيعة الكفر ومن ذويه
ثم انثنى بالفتح والنجاح ... قد غيّر الفساد بالصلاح
[سنة اثنتي عشر وثلاثمائة]
وبعدها غزاة ثنتى عشره ... وكم بها من حسرة وعبره
غزا الإمام حوله كتائبه ... كالبدر محفوفا به كواكبه «٤»
غزا وسيف النصر في يمينه ... وطالع السعد على جبينه
وصاحب العسكر والتّدبير ... موسى الأغرّ حاجب الأمير «٥»
فدمّر الحصون من تدمير ... واستنزل الوحش من الصّخور «٦»
فاجتمعت عليه كلّ الأمّه ... وبايعته أمراء الفتنه
حتى إذا أوعب من حصونها ... وحمّل الحقّ على متونها «٧»
مضى وسار في ظلال العسكر ... تحت لواء الأسد الغضنفر
رجال تدمير ومن يليهم ... من كلّ صنف يعتزي إليهم
حتى إذا حلّ على تطيله ... بكت على دمائها المطوله
وعظم ما لاقت من العدوّ ... والحرب في الرّواح والغدوّ
فهمّ أن يديخ دار الحرب ... وأن يكون ردأة في الدّرب «٨»