للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المؤمنين، هبني ما كان من ذنبه. قال: قد فعلت، ولا بدّ أن يمشي إلى الشام راجلا! فمشى خالد إلى الشام راجلا.

وقال الفرزدق يمدح سليمان بن عبد الملك:

سليمان غيث الممحلين ومن به ... عن البائس المسكين حلّت سلاسله

وما قام من بعد النبيّ محمد ... وعثمان فوق الأرض راع يماثله

جعلت مكان الجور في الأرض مثله ... من العدل إذ صارت إليك محامله

وقد علموا أن لن يميل بك الهوى ... وما قلت من شيء فإنك فاعله

زياد عن مالك، أن سليمان بن عبد الملك قال يوما لعمر بن عبد العزيز: كذبت! قال: والله ما كذبت منذ شددت عليّ إزاري، وإن في غير هذا المجلس لسعة! وقام مغضبا فتجهز يريد مصر! فأرسل إليه سليمان فدخل عليه؛ فقال له: يا بن عمي، إن المعاتبة تشقّ عليّ، ولكن والله ما أهمني أمر قط من ديني ودنياي إلا كنت أوّل من أذكره لك.

[وفاة سليمان بن عبد الملك]

قال رجاء بن حيوة: قال لي سليمان: إلى من ترى أن أعهد؟ فقلت: إلى عمر بن عبد العزيز! قال: كيف نصنع بوصية أمير المؤمنين بإبني عاتكة من كان منهما حيا؟

قلت: تجعل الأمر بعده ليزيد. قال: صدقت. قال: فكتب عهده لعمر ثم ليزيد بعده.

ولما ثقل سليمان قال: ائتوني بقمص بني أنظر إليها! فأتى بها فنشرها فرآها قصارا، فقال:

إن بنيّ صبية صغار ... أفلح من كان له كبار

فقال له عمر أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى

«١» .