لا تسألي الناس عن مالي وكثرته ... وسائلي الناس عن بأسي وعن خلقي
قد أطعن الطّعنة النّجلاء عن عرض ... وأكتم السّرّ فيه ضربة العنق «١»
وقال الحطيئة يهجو:
أغربالا إذا استودعت سرا ... وكانونا على المتحدّثينا
[الإذن]
[بين زياد وحاجبه]
: قال زياد لحاجبه عجلان: كيف تأذن للناس؟ قال: على البيوتات، ثم على الأسنان، ثم على الآداب. قال: فمن تؤخّر؟ قال: من لا يعبأ الله بهم. قال: ومن هم؟ قال: الذين يلبسون كسوة الشتاء في الصيف وكسوة الصيف في الشتاء.
[لسعيد بن عتبة في بعده عن الآذن]
: وكان سعيد بن عتبة بن حصين إذا حضر باب أحد من السلاطين جلس جانبا؛ فقيل له: إنك لتتباعد من الآذن جهدك؛ قال: لأن أدعى من بعيد خير من أن أقصى من قريب. ثم قال «٢» :
وإنّ مسيري في البلاد ومنزلي ... هو المنزل الأقصى إذا لم أقرّب
ولست وإن أدنيت يوما ببائع ... خلاقي ولا ديني ابتغاء التّحبّب
وقد عدّه قوم تجارة رابح ... ويمنعني من ذاك ديني ومنصبي
وقال آخر:
رأيت أناسا يسرعون تبادرا ... إذا فتح البواب بابك إصبعا
ونحن جلوس ساكنون رزانة ... وحلما إلى أن يفتح الباب أجمعا «٣»