الجزيرة، وهي مدينة عظيمة مطلة على جبل الجوديّ. والموصل من الجزيرة أيضا.
والرقة وحران من الجزيرة أيضا.
ومن ثغور الجزيرة في جهة عمّورية من أرض الروم: زبطرة وملطية. وفي جوف الفرات جزائر فيها مدن يقال لها عانة وعانات؛ وعلى شط الفرات مما يلي الجزيرة قرقيسيا، ومما يلي الشام: الرّحبة، رحبة مالك بن طوق.
[العراقان]
هما البصرة والكوفة، وقد تقدم ذكرهما واختلاف الناس فيهما.
وفيما أحدثت خلفاء بني هاشم بالعراق: الأنبار، وهي مدينة أبي العباس، أول من ولي الخلافة من بني هاشم، ابتناها واتخذها دار خلافته؛ ثم ولي أخوه أبو جعفر المنصور، فانتقل إلى بغداد، وهي مدينة السلام. وابتنى بها الكرخ في جوف بغداد، وهي دار خلافة بني هاشم، حتى قام المعتصم محمد بن هارون، فانتقل منها إلى سامرّا، وتفسير سامرا أن سام بن نوح عليه السلام بناها، وإنما هو بالسريانية، وهي دار الخلافة إلى الآن.
[فارس]
منها الأهواز، مدينة عظيمة، وبلدها واسع جدا، وهي من سواد البصرة؛ وتستر مدينة يعمل فيها التستري، وهي ملاحف؛ ومدينة يقال لها جور، وإليها ينسب ماء الورد الجوري، ومدينة يقال لها إصطخر، بها تعمل الأكسية الإصطخرية الجياد السود؛ ومدينة يقال لها السوس، بها تعمل الثياب السوسية من الخز وغيره؛ ومدينة يقال لها العسكر، وإليها تنسب الثياب العسكرية؛ ومدينة يقال لها الأفساسار، وبها تعمل الأكسية الأفساسارية الجياد، ومدينة يقال لها دستوا، وبها تعمل الثياب الدستوائية؛ ومدينة يقال لها الدسكرة، دسكرة الملك كانت لكسرى؛ ومدينة يقال لها حلوان، وهي أول الجبال من خراسان وآخر العراق.