إنّ الخلافة قد تبيّن نورها ... للناظرين على جبين محمد
فأمرت أن يملأ فمه درّا.
[الحسن بن سهل وعلي بن جبلة]
: وقال الحسن بن رجاء الكاتب: قدم علينا علي بن جبلة إلى عسكر الحسن بن سهل، والمأمون هناك بانيا على خديجة بنت الحسن بن سهل، والمعروفة ببوران، ونحن إذ ذاك نجري على نيّف وسبعين ألف فلاح. وكان الحسن بن سهل مع المأمون يتصبّح؛ فكان الحسن يجلس للناس إلى وقت انتباهه، فلما قدم علي بن جبلة نزل بي، فقلت له: قد قوي شغل الأمير. قال: إذا لا أضيع معك! قلت: أجل. فدخلت على الحسن بن سهل في وقت ظهوره فأعلمته مكانه؛ فقال: ألا ترى ما نحن فيه؟ قلت:
لست بمشغول عن الأمر له. فقال: يعطى عشرة آلاف إلى أن نتفرّغ له. فأعلمت علي بن جبلة؛ فقال في كلمة له:
أعطيتني يا وليّ الحقّ مبتدئا ... عطيّة كافأت حمدي ولم ترني
ما شمت برقك حتى نلت ريّقه ... كأنّما كنت بالجدوى تبادرني «١»
[ابن طوق ورجل عرض له]
: عرض رجل لابن طوق وقد خرج متنزها في الرحبة فناوله رقعة فيها جميع حاجته؛ فأخذها فإذا فيها:
جعلتك دنياي فان أنت جدت لي ... بخير وإلا فالسّلام على الدّنيا
فقال: والله لأصدقنّ ظنك. فاعطاه حتى أغناه.
[عبد الله بن طاهر ودعبل بن علي]
: عرض دعبل بن علي الشاعر لعبد الله بن طاهر الخراساني وهو راكب في حرّاقة له في دجلة، فأشار إليه برقعة، فأمر بأخذها، فإذا فيها: