وقال رجل من أهل مكة: كنا جلوسا مع عمر بن عبيد بالمسجد، فأتاه رجل بكتاب المنصور على لسان محمد بن عبد الله بن الحسن يدعوه إلى نفسه، فقرأه ثم وضعه؛ فقال الرسول: الجواب! فقال: ليس له جواب؛ قل لصاحبك يدعنا نجلس في الظل ونشرب من هذا الماء البارد حتى تأتينا آجالنا.
[المبيضة وأسر إسماعيل ابن علي وأخيه:]
مروان بن شجاع مولى بني أمية قال: كنت مع إسماعيل بن علي بفارس أؤدب ولده، فلما لقيته المبيّضة «١» فظفر بهم، أتى منهم بأربعمائة أسير؛ فقال له أخوه عبد الصمد، وكان على شرطته: اضرب أعناقهم! فقال: ما تقول يا مروان؟ فقلت:
أصلح الله الأمير، أول من سنّ قتال أهل القبلة عليّ بن أبي طالب، فرأى أن لا يقتل أسير، ولا يجهز على جريح، ولا يتبع مولّ. قال: خذ بيعتهم وخلّ سبيلهم.
[محمد بن علي في قلة إخوته:]
قيل لمحمد بن علي بن الحسين: ما أقلّ ولد أبيك! قال: إني لأعجب كيف ولدت له! قيل له: وكيف ذلك؟ قال: إنه كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة فمتى كان يتفرّغ للنساء.
[وصية المنصور لابن موسى في حرب بني عبد الله:]
ولما وجه المنصور عيسى بن موسى في محاربة بني عبد الله بن الحسن قال: يا أبا موسى، إذا صرت إلى المدينة فادع محمد بن عبد الله بن الحسن إلى الطاعة والدخول في الجماعة؛ فإن أجابك فاقبل منه، وإن هرب منك فلا تتبعه؛ وإن أبى إلا الحرب فناجزه «٢» واستعن بالله عليه، فإذا ظفرت به فلا تخيفن أهل المدينة وعمّهم بالعفو؛ فإنهم الأصل والعشيرة، وذرية المهاجرين والأنصار، وجيران قبر النبي صلّى الله عليه وسلم؛ فهذه