ومما يصاد به الكراكيّ وغيرها من الطير، أن يوضع لهنّ في مواقعهن إناء فيه خمر، ويجعل فيه خربق «١» أسود، وينقع فيه شعير، ثم يلقى لهنّ، فإذا أكلن منه أخذهنّ الصائد كيف شاء.
وقال غيره: تصاد العصافير بأيسر حيلة: تؤخذ شبكة في صورة المحبرة [اليهودية المنكوسة] ، ويجعل في جوفها عصفور، فتنقضّ عليه العصافير وتدخل عليه، فما دخل لم يقدر على الخروج، فيصيد الرجل منها في يومه ما شاء وهو وادع.
وقال: ويصاد طير الماء الساكن بالقرعة، وذلك أن تؤخذ قرعة يابسة صحيحة فيرمى بها في الماء، فإنها تتحرّك بتحرّك ذلك الماء، فإذا أبصرها الطير تتحرّك فزع، فإذا كثر ذلك عليه أنس حتى ربما سقط عليها، ثم تؤخذ قرعة مثلها فيقطع رأسها، ويفتق فيها موضع عينين ثم يدخل الصائد رأسه فيها، ويدخل الماء ويمشي رويدا، وكلما دنا من الطائر مدّ يده تحت الماء حتى يقبض عليه ويغمس يده به تحت الماء ويكسر جناحيه، ويخليه فيبقى طافيا على الماء يسبح برجليه ولا يطيق الطيران، وسائر الطير لا تنكر انغماسه في الماء، فإذا فرغ من صيد ما يريد رمى بالقرعة ثم التقطه وحمله.
[مصايد السباع]
السباع العادية تصاد بالزّبى والمغوّيات «٢» ، وهي آبار تحفر في أنشاز «٣» الأرض، ولذلك يقال: قد بلغ السيل الزبى.
قال صاحب الفلاحة: ومما تصاد به السباع العادية، أن يؤخذ سمك من سمك البحر الكبار السمان، فتقطع قطعا، ثم تشرح وتكتل كتلا، ثم تؤجج نار في غائط من الأرض تقرب منه السباع، ثم تقذف تلك الكتل فيها واحدة بعد أخرى، حتى ينتشر