وقالوا لا ينبغي للعاقل أن يكون إلا في إحدى منزلتين: إما في الغاية من طلب الدنيا، وإما في الغاية من تركها. ولا ينبغي له أن يرى إلا في مكانين: إما مع الملوك مكرما، وإما مع العبّاد متبتّلا «١» . ولا يعدّ الغرم غرما إذا ما ساق غنما، ولا الغنم غنما إذا ما ساق غرما.
[معاوية وعسكر علي يوم صفين:]
ونظر معاوية إلى عسكر عليّ رضي الله عنه يوم صفين، فقال: من طلب عظيما خاطر بعظيمته. وأشار إلى رأسه.
وقال حبيب الطائي:
أعاذلتي ما أخشن الليل مركبا ... وأخشن منه في الملمات راكبه
ذريني وأهوال الزمان أقاسها ... فأهواله العظمى تليها رغائبه
وقال كعب بن زهير:
وليس لمن لم يركب الهول بغية ... وليس لرحل حطّه الله حامل
إذا أنت لم تعرض عن الجهل والخنا ... أصبت حليما أو أصابك جاهل
وقال الشمّاخ:
فتى ليس بالرّاضي بأدنى معيشة ... ولا في بيوت الحيّ بالمتولّج
فتى يملأ الشّيزى ويروي سنانه ... ويضرب في رأس الكميّ المدّحج «٢»