قال أبو الحسن: استأذن جعيفران على بعض الملوك، فأذن له، وحضر غذاؤه، فتغذى معه؛ فلما كان من الغد استأذن فحجبه، ثم أتاه في الثالثة فحجمه، فنادى بأعلى صوته:
عليك إذن فإنا قد تغذينا ... لسنا نعود، وإن عدنا تعدّينا
يا أكلة ذهبت أبقت حرارتها ... داء بقلبك ما صمنا وصلّينا!
[أبو وائل]
: العتبي قال: قال أبو وائل لأبي: إن فيّ حماقة، ولكن إن طلبت الشّعر وجدت عندي منه علما. قال: وهل تقول منه شيئا؟ قال: نعم، أقول أجود من قولك، وأنا الذي أقول:
لو أنّ جومل كلّمتني بعد ما ... نسيت جوانحي البكاء وأقبر
لحسبت ميّت أعظمي سيجيبها ... أو أنّ باليها الرّحيم سينشر «١»
قال له أبي: أما الشعر فحسن، إلا أن اسم المرةأ قبيح. قال: الآن اسم المرأة جمل، ولكنني ملحته بحومل! فقال له: إن هذا من الحماقة التي بريء إلينا منها.