حتى بدت هزيمة البشكنس ... كأنّه مختضب بالورس «١»
فانقضّت العقبان والسلالقه ... زعقا على مقدّم الجلالقه «٢»
عقبان موت تخطف الأرواحا ... وتشبع السّيوف والرماحا
فانهزم الخنزير عند ذاكا ... وانكشفت عورته هناك
فقتلوا في بطن كلّ وادي ... وجاءت الرّءوس في الأعواد
وقدّم القائد ألف راس ... من الجلاليق ذوي العماس»
فتمّ صنع الله للإسلام ... وعمّنا سرور ذاك العام
وخير ما فيه من السّرور ... موت ابن حفصون به الخنزير
فاتّصل الفتح بفتح ثان ... والنّصر بالنّصر من الرّحمن
وهذه الغزاة تدعى القاضيه ... وقد أتتهم بعد ذاك الداهيه
[سنة سبع وثلاثمائة]
وبعدها كانت غزاة بلده ... وهي التي أودت بأهل الرّدّة «٤»
وبدؤها أنّ الإمام المصطفى ... أصدق أهل الأرض عدلا ووفا
لمّا أتته ميتة الخنزير ... وأنه صار إلى السّعير
كاتبه أولاده بالطاعه ... وبالدّخول مدخل الجماعه
وأن يقرّهم على الولاية ... على ورود الخرج والجبايه
فاختار ذلك الإمام المفضل ... ولم يزل من رأيه التّفضّل
ثم لوى الشيطان رأس جعفر ... وصار منه نافخا في المنخر
فنقض العهود والميثاقا ... واستعمل التّشغيب والنفاقا «٥»