للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

به الوحش، فرميته بالقوس، وطعنته بالرمح، فقتلته وانصرفت، فلحقت النعم، وأقبل الهرماس بن هجيمة فوقف على أخيه قتيلا، ثم اتبعني، وقال: هل لك في البراز؟ فقلت: لعل الرجعة لك خير! قال: أبعد قيس؟ ثم شدّ عليّ فضربني على البيضة «١» ، فخلص السيف إلى رأسي، وضربته فقتلته، فقال سحيم بن وثيل يعيّر طارقا فقتل جاريه:

لقد كنت جار بني هجيمة قبلها ... فلم تغن شيئا غير قتل المجاور

وقال جرير:

وساق ابني هجيمة يوم غول ... إلى أسيافنا قدر الحمام

يوم الجبات «٢»

قال أبو عبيدة: خرج بنو ثعلبة بن يربوع فمرّوا بناس من طوائف بني بكر بن وائل بالجبّات، خرجوا سفّارا، فنزلوا وسرحوا إبلهم ترعى، وفيها نفر منهم يرعونها: منهم سوادة بن يزيد بن بجير العجلي. ورجل من بني شيبان، وكان محموما، فمرّت بنو ثعلبة بن يربوع بالإبل، فاطردوها، وأخذوا الرجلين فسألوهما: من معكما؟ فقالا: معنا شيخ من يزيد بن بجيل العجلي في عصابة من بني بكر بن وائل، خرجوا سفارا يريدون البحرين. فقال الربيع ودعموص ابنا عتيبة بن الحارث بن شهاب: لن نذهب بهذين الرجلين وبهذه الإبل ولم يعلموا من أخذها؟ ارجعوا بنا حتى يعلموا من اخذ إبلهم وصاحبيهم ليعنيهم ذلك. فقال لهما عميرة: ما وراءكما إلا شيخ بن يزيد قد أخذتما أخاه وأطردتما ماله، دعاه، فأبيا ورجعا، فوقفا عليهم وأخبراهم وتسميا لهم، فركب شيخ بن يزيد فاتبعهما وقد ولّيا، فلحق دعموصا فأسره ومضى ربيع حتى أتى عميرة فأخبره أنّ أخاه قد قتل، فرجع عميرة على فرس يقال له الخنساء، حتى لحق القوم، فافتكّ منهم دعموصا على أن يردّ عليهم أخاهم