للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإن لبس العمامة كان فيها ... كثور لا تفارقه الكمامه

وعرض أبو دلامة ليزيد بن مزيد، وهو قادم من الريّ، فأخذ بعنان فرسه وأنشد:

إنّي نذرت لئن رأيتك سالما ... بقرى العراق وأنت ذو وفر

لتصلّينّ على النبيّ محمّد ... ولتملأنّ دراهما حجري!

فقال له: أما الصلاة على محمد فصلى اللَّه على محمد، وأما الدراهم فإلى أن أرجع إن شاء اللَّه. فقال له: لا تفرّق بينهما، لا فرّق اللَّه بينك وبين محمد في الجنة! فاقترضها من أصحابه وصبّها في حجره حتى أثقلته.

ودخل أبو دلامة على المهدي فأسمعه مديحا، فأعجبه وقال له: سل حاجتك! قال:

كلب صيد أصطاد به. قال: قد أمرنا لك بكلب تصطاد به. قال: وغلام يقود الكلب. قال: قد أمرنا لك بغلام. قال: وخادم تطبخ لنا الصيد. قال: وأمرنا لك بخادم. قال: ودار نأوي إليها. قال: وأمرنا لك بدار. قال: بقي الآن المعاش. قال:

قد أقطعناك ألف جريب «١» عامرة وألف جريب غامرة. قال: وما الغامرة؟ قال: التي لا تعمر. قال: فأنا أقطع أمير المؤمنين خمسين ألفا من فيافي بني أسد! قال: فإنّا نجعلها عامرة كلها. قال: فيأذن أمير المؤمنين في تقبيل يده. قال: أما هذه فدعها، قال: ما منعتني شيئا أيسر على أمّ عيالي فقدا منه!

[المضحكات]

[خاطب يزكيه وسيط:]

أبو الحسن المدائني قال: خطب رجل من بني كلاب امرأة، فقالت أمها: دعني حتى أسأل عنك. فانصرف الرجل فسأل عن أكرم الحيّ عليها؛ فدلّ على شيخ منهم كان يحسن التوسط في الأمر، فأتاه يسأله أن يحسن عليه الثناء، وانتسب له فعرفه؛