للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال له عبد الملك: بل فؤادك. فلما انتهى إلى قوله:

تعزّت أمّ حزرة ثم قالت: ... رأيت الواردين ذوي امتياج «١»

ثقي بالله ليس له شريك ... ومن عند الخليفة بالنّجاح

سأشكر إن رددت إليّ ريشي ... وأثبتّ القوادم في جناحي «٢»

ألستم خير من ركب المطايا ... وأندى العالمين بطون راح

ارتاح عبد الملك، وكان متكئا فاستوى جالسا، وقال: من مدحنا منكم فليمدحنا بمثل هذا أو ليسكت! ثم قال له: يا جرير، أترى أم حزرة ترويها مائة ناقة؟؟؟ نعم كلب؟ قال: إذا لم تروها يا أمير المؤمنين فلا أرواها الله. فأمر له بمائة ناقة من نعم كلب. كلها سود الحدقة. فقال: يا أمير المؤمنين، إنها أبّاق «٣» ونحن مشايخ وليس بأحدنا فضل عن راحلته، فلو أمرت بالرّعاء. فأمر له بثمانية من الرعاء، وكانت بين يدي عبد الملك صحاف من فضة يقرعها بقضيب في يده، فقال له جرير: والمحلب يا أمير المؤمنين، وأشار إلى صحفة منها؛ فنبذها إليه بالقضيب، قال: خذها لا نفعتك! ففي ذلك يقول جرير.

أعطوا هنيدة يحدوها ثمانية ... ما في عطائهم من ولا سرف «٤»

[وفود جرير عن أهل الحجاز على عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه]

قدم جرير بن الخطفي على عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، عن أهل الحجاز، فاستأذنه في الشعر، فقال: مالي وللشعر يا جرير؟ إني لفي شغل عنه! قال يا أمير المؤمنين، إنها رسالة عن أهل الحجاز. قال: فهاتها إذا. فقال: