أنّي جزيت بني بدر بسعيهم ... على الهباءة قتلا ما له قود «١»
لمّا التقينا على أرجاء جمّتها ... والمشرفيّة في أيماننا تقد «٢»
علوته بحسام ثم قلت له ... خذها إليك فأنت السيد الصمد «٣»
فلما اصيب أهل الهباءة واستعظمت غطفان قتل حذيفة، تجمعوا، وعرفت بنو عبس أن ليس لهم مقام بأرض غطفان، فخرجوا إلى اليمامة فنزلوا بأخوالهم بني حنيفة، ثم رحلوا عنهم فنزلوا ببني سعد بن زيد بن مناة.
[يوم الفروق]
ثم ان بني سعد غدروا بجوارهم فأتوا معاوية بن الجون فاستجاشوه «٤» وأرادوا أكلهم، فبلغ ذلك بني عبس، ففرّوا ليلا، وقدّموا ظعنهم «٥» ، ووقف فرسانهم بموضع يقال له الفروق «٦» ، وأغارت بنو سعد ومن معهم من جنود الملك على محلتهم، فلم يجدوا إلا مواقد النيران، فاتبعوهم حتى أتوا الفروق، فإذا بالخيل والفرسان وقد توارت الظعن عنهم، فانصرفوا عنهم، ومضى بنو عبس فنزلوا ببني ضبة فأقاموا فيهم، وكان بنو جذيمة من بني عبس يسمّون بني رواحة، وبني بدر بن فزارة يسمون بني سودة، ثم رجعوا إلى قومهم فصالحوهم.
وكان أوّل من سعى في الحمالة حرملة بن الأشعر بن صرمة بن مرة، فمات، فسعى فيها هاشم بن حرملة ابنه، وله يقول الشاعر:
أحيا أباه هاشم بن حرمله ... يوم الهباتين ويوم اليعمله