للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قدمت النعل، فلما وضع قدمه فيها جعل الخادم يسوّي عقب النعل في رجله، فقال:

ارفق ويحك، حسبك قد عقرتني! قال الفضل: لله درّ العجم ما أحكم صنعتهم، لو كانت سنديّة ما احتجت إلى هذه الكلفة! قال: هذه نعلي ونعل آبائي رحمة الله عليهم، وتلك نعلك ونعل آبائك، لا تزال تعارضني في الشيء ولا أدعك بغير جواب يمضّك «١» ثم قال: يا غلام، عليّ بصالح الخادم. فقال: يؤمر له بتعجيل ثلاثين ألف درهم في ليلته هذه.

قال الفضل: لولا أنه مجلس أمير المؤمنين ولا يأمر فيه أحد غيره، لدعوت له بمثل ما أمر به أمير المؤمنين، فدعا له بمثل ما أمر إلا ألف درهم ويصبح من غد فيلقى الخازن إن شاء الله.

قال الأصمعي: فما صليت الظهر إلا وفي منزلي تسعة وخمسون ألف درهم.

وقال دعبل بن علي الخزاعي:

يموت رديء الشّعر من قبل أهله ... وجيّده يبقى وإن مات قائله

وقال أيضا:

إني إذا قلت بيتا مات قائله ... ومن يقال له، والبيت لم يمت

[باب من استعدى عليه من الشعراء]

[عمر بن الخطاب بين الحطيئة والزبرقان:]

لما هجا الحطيئة الزبرقان بن بدر بالشعر الذي يقول فيه:

دع المكارم لا ترحل لبغيتها ... واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي

استعدى عليه «٢» عمر بن الخطاب، وأنشده البيت، فقال: ما أرى به بأسا! قال