سويق «١» ، فشرب. وفرشت له فنام. وجئت إلى مسلمة فأعلمته. فغدا إلى هشام فجلس عنده، حتى إذا حان قيامه قال: يا أمير المؤمنين، لي حاجة. قال: قضيت، إلا أن تكون في ابن هبيرة. قال: رضيت يا أمير المؤمنين. ثم قام منصرفا؛ حتى إذا كاد أن يخرج من الإيوان. رجع فقال: يا أمير المؤمنين ما عوّدتني أن تستثني في حاجة من حوائجي؛ وإني أكره أن يتحدّث الناس أنك أحدثت عليّ الاستثناء. قال: لا أستثني عليك. قال: فهو ابن هبيرة فعفا عنه.
[فضيلة العفو الترغيب]
[المأمون وصاحب وضوئه:]
كان للمأمون خادم، وهو صاحب وضوئه. فبينما هو يصب الماء على يديه إذ سقط الإناء من يده، فاغتاظ المأمون عليه. فقال: يا أمير المؤمنين، إن الله يقول:
وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ
«٢» . قال: قد كظمت غيظي عنك. قال: وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ
«٣» . قال: قد عفوت عنك. قال: وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
«٤» . قال: اذهب فأنت حر.
[ابن حيوة وعمر ابن عبد العزيز في رجل عوقب:]
أمر عمر بن عبد العزيز بعقوبة رجل، فقال له رجاء بن حيوة يا أمير المؤمنين، إن الله قد فعل ما تحبّ من الظّفر؛ فافعل ما يحبّه من العفو.
[عبد الله بن علي وعبد الله بن حسن في قتل بني أمية:]
الأصمعي قال: عزم عبد الله بن عليّ على قتل بني أمية بالحجاز. فقال له عبد الله ابن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم: إذا أسرعت بالقتل في أكفائك فمن تباهي بسلطانك؟ فاعف يعف الله عنك.