للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العتبي قال: لما قدم معن بن زائدة البصرة واجتمع إليه الناس، أتاه مروان بن أبي حفصة فأخذ بعضادتي «١» الباب، فأنشده شعره الذي قاله فيه:

فما أحجم الأعداء عنك بقيّة ... عليك، ولكن لم يروا فيك مطمعا

له راحتان الحتف والجود فيهما ... أبى الله إلّا أن يضرّ وينفعها

[ومنهم يزيد بن المهلب]

وكان هشام بن حسّان إذا ذكره قال: والله إن كانت السفن لتجري في جوده.

وقيل ليزيد بن المهّلب: مالك لا تبني دارا؟ قال: منزلي دار الإمارة أو الحبس.

ولما أتى يزيد بن عبد الملك برأس يزيد بن المهلب، نال منه بعض جلسائه فقال له: مه «٢» ! إن يزيد بن المهلّب طلب جسيما وركب عظيما ومات كريما.

ودخل الفرزدق على يزيد بن المهلّب في الحبس فأنشده:

صحّ في قيدك السماحة والمج ... د وفكّ العناة والإفضال

قال: أتمدحني وأنا في هذه الحال؟ قال. أصبتك رخيصا فاشتريتك. فأمر له بعشرة آلاف.

وقال سليمان بن عبد الملك لموسى بن نصير: اغرم»

ديتك خمسين مرة. قال: ليس عندي ما أغرم. قال: والله لتغرمن ديتك مائة مرة. قال يزيد بن المهلّب: أنا أغرمها عنه يا أمير المؤمنين. قال: اغرم. فغرمها عنه مائة ألف.

العتبي قال: أخبرني عوانة قال: استعمل الوليد بن عبد الملك عثمان بن حيّان المرّي على المدينة وأمره بالغلظة على أهل الظّنة؛ فلما استخلف سليمان أخذه بألفي ألف درهم؛ فاجتمعت القيسية في ذلك فتحمّلوا شطرها وضاقوا ذرعا بالشطر الثاني.