للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وخطبة لأبي حمزة]

أما بعد، فإنك في ناشيء فتنة، وقائم ضلالة قد طال جثومها، واشتدّ عليك غمومها، وتلوّت مصايد عدوّ الله، وما نصب من الشرك لأهل الغفلة عما في عواقبها، فلن يهدّ عمودها، ولن ينزع أوتادها، إلا الذي بيده ملك الأشياء وهو الله الرحمن الرحيم: ألا وإن لله بقايا من عباده لم يتحيروا في ظلمها، ولم يشايعوا أهلها على شبهها؛ مصابيح النور في أفواههم تزهو، وألسنتهم بحجج الكتاب تنطق؛ ركبوا منهج السبيل، وقاموا على العلم الأعظم، هم خصماء الشيطان الرجيم، بهم يصلح الله البلاد، ويدفع عن العباد؛ طوبى لهم وللمستصبحين بنورهم، وأسأل الله أن يجعلنا منهم.

من أرتج «١» عليه في خطبته

أول خطبة خطبها عثمان بن عفان أرتج عليه؛ فقال: أيها الناس، إن أول كلّ مركب صعب؛ وإن أعش تأتكم الخطب على وجهها؛ وسيجعل الله بعد عسر يسرا إن شاء الله.

ولما قدم يزيد بن أبي سفيان الشام واليا عليها لأبي بكر، خطب الناس فأرتج عليه؛ فعاد إلى الحمد لله، ثم أرتج عليه فعاد إلى الحمد ثم أرتج عليه فقال: يأهل الشام عسى الله أن يجعل بعد عسر يسرا، وبعد عيّ بيانا؛ وأنتم إلى إمام فاعل أحوج منكم إلى إمام قائل. ثم نزل، فبلغ ذلك عمرو بن العاص فاستحسنه.

صعد ثابت قطنة منبر سجستان، فقال: الحمد لله. ثم أرتج عليه؛ فنزل وهو يقول:

فإن لا أكن فيهم خطيبا فإنني ... بسيفي إذا جدّ الوغى لخطيب

فقيل له: لو قلتها فوق المنبر لكنت أخطب الناس.