: وخطب سعيد بن سويد بمحص، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس إنّ للإسلام حائطا منيعا، وبابا وثيقا. فحائط الإسلام الحق وبابه العدل، ولا يزال الإسلام منيعا ما اشتدّ السلطان، وليست شدة السلطان قتلا بالسيف ولا ضربا بالسوط ولكن قضاء بالحق وأخذ بالعدل.
[لابن الحكم في الحاقد على السلطان]
: وقال عبد الله بن الحكم إنه قد يضطغن على السلطان رجلان: رجل أحسن في محسنين فأثيبوا وحرم، ورجل أساء في مسيئين فعوقب وعفي عنهم؛ فينبغي للسلطان أن يحترس منهما.
[لأبرويز يوصي ابنه شيرويه]
: وفي التاج: كتب أبرويز لابنه شيرويه يوصيه: ليكن من تختاره لولايتك امرءا كان في ضعة فرفعته، أو ذا شرف كان مهملا فاصطنعته. ولا تجعله امرءا أصبته بقعوبة فاتضع لها، ولا امرءا اطاعك بعد ما أذللته. ولا أحدا ممن يقع بقلبك أن إزالة سلطانك أحبّ إليه من ثبوته؛ وإياك أن تستعمله ضرعا غمرا «١» كثيرا اعجابه بنفسه، قليلا تجربته في غيره. ولا كبيرا مدبرا قد أخذ الدهر من عقله كما أخذت السنّ من جسمه.
بسط المعدلة وردّ المظالم
[إنصاف المأمون أمة من ابنه]
: الشّيباني قال: حدّثنا محمد بن زكريا عن عباس بن الفضل الهاشمي عن قحطبة بن حميد قال: إني لواقف على رأس المأمون يوما وقد جلس للمظالم، فكان آخر من