وقيل لبكر بن عبد الله المزني: صف لنا الدنيا. فقال: ما مضى منها فحلم؛ وما بقي فأماني.
وقيل لعبد الله بن ثعلبة: صف لنا الدنيا. قال: أمسك مذموم فيك، ويومك غير محمود لك، وعزّك غير مأمون عليك.
وقال النبي صلّى الله عليه وسلم: «الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر» .
وقال: «الدنيا عرض حاضر يأكل منه البر والفاجر. والآخرة وعد صدق يحكم فيها ملك قادر، يفضل الحق من الباطل» .
وقال: «الدنيا خضرة حلوة، فمن أخذها بحقها بورك له فيها، ومن أخذها بغير حقها كان كالآكل الذي لا يشبع» .
وقال ابن مسعود: ليس من الناس أحد إلا وهو ضيف على الدنيا وماله عارية:
فالضيف مرتحل، والعارية مردودة.
وقال المسيح عليه السّلام: الدنيا لإبليس مزرعة وأهلها حرّاثون.
وقال إبليس: ما أبالي إذا أحب الناس الدنيا أن لا يعبدوا صنما ولا وثنا، الدنيا أفتن لهم من ذلك.
وكان النبي صلّى الله عليه وسلم «يسمي الدنيا أمّ دفر. الدفر: النتن» .
وقال النبي صلّى الله عليه وسلم للضحاك بن سفيان: «ما طعامك؟» قال: اللحم واللبن. قال: «ثم إلى ماذا يصير؟» قال يصير إلى ما قد علمت. قال: «فإن الله عز وجل ضرب ما يخرج من ابن آدم مثلا للدنيا» .
وقال المسيح عليه السّلام لأصحابه: اتخذوا الدنيا قنطرة فاعبروها ولا تعمروها.
[من الأثر:]
وفي بعض الكتب: أوحى الله إلى الدنيا: من خدمني فاخدميه، ومن خدمك فاستخدميه.
وقيل لنوح عليه السّلام: يا أبا البشر ويا طويل العمر، كيف وجدت الدنيا؟ قال: