هذا المداهن؛ لكنت منها أبعد من العيّوق «١» . والله ما أخذتها بوراثة، ولا سابقة ولا قرابة، ولا بدعوى شورى، ولا بوصية.
[خطبة الوليد بن عبد الملك]
لما مات عبد الملك بن مروان، رجع الوليد من دفن عبد الملك لم يدخل منزله حتى دخل المسجد، ونادى في الناس: الصلاة جامعة! فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس، لا مؤخّر لما قدّم الله، ولا مقدّم لما أخّر الله، وقد كان من قضاء الله وسابق علمه وما كتب على أنبيائه وحملة عرشه من الموت، موت وليّ هذه الأمة، ونحن نرجو أن يصير إلى منازل الأبرار، للذي كان عليه من الشدة على المريب، واللين على أهل الفضل والدين، مع ما أقام من منار الإسلام وأعلامه، وحجّ هذا البيت، وغزو هذه الثغور، وشنّ الغارات على أعداء الله؛ فلم يكن فيها عاجزا، ولا وانيا، ولا مفرطا؛ فعليكم أيها الناس بالطاعة ولزوم الجماعة؛ فإن الشيطان مع الفذ»
، وهو من الجماعة أبعد واعلموا أنه من أبدى لنا ذات نفسه ضربنا الذي فيه عيناه، ومن سكت مات بدائه. ثم نزل.
[وخطب سليمان بن عبد الملك]
فقال: الحمد لله، ألا إنّ الدنيا دار غرور، ومنزل باطل، تضحك باكيا، وتبكي ضاحكا، وتخيف آمنا، وتؤمّن خائفا، وتفقر مثريا، وتثري مقترا ميّالة، غرارة، لعّابة بأهلها. عباد الله، فاتخذوا كتاب الله إماما، وارتضوا به حكما. واجعلوه لكم قائدا. فإنه ناسخ لما كان قبله، ولم ينسخه كتاب [بعده] واعلموا عباد الله أن هذا القرآن يجلو كيد الشيطان كما يجلو ضوء الصبح إذا تنفس ظلام الليل إذا عسعس «٣» .
[وخطب عمر بن عبد العزيز رحمه الله ورضي عنه]
قال العتبي: أول خطبة خطبها عمر بن عبد العزيز رحمه الله قوله: أيها الناس