وقال النبي صلّى الله عليه وسلّم:«من أعطي حظّه من الرفق فقد أعطي حظّه من الخير كله، ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الخير كله» .
[مشورة سالم وابن كعب على عمر بن عبد العزيز حين ولي الخلافة]
: ولما استخلف عمر بن عبد العزيز أرسل إلى سالم بن عبد الله ومحمد بن كعب.
فقال لهما: أشيرا عليّ. فقال له سالم: اجعل الناس أبا وأخا وابنا، فبرّ أباك، واحفظ أخاك، وارحم ابنك. وقال محمد بن كعب: أحبب للناس ما تحب لنفسك واكره لهم ما تكره لنفسك، واعلم أنك أول خليفة يموت.
[بين عمر بن عبد العزيز وابنه في الرفق]
: وقال عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز لأبيه عمر: يا أبت، مالك لا تنفذ في الأمور، فو الله لا أبالي في الحق لو غلت بي وبك القدور. قال له عمر: لا تعجل يا بني، فإن الله تعالى ذم الخمر في القرآن مرتين وحرّمها في الثالثة، وأنا أخاف أن أحمل الناس على الحق جملة فيدفعوه وتكون فتنة.
[من عمر إلى ابن أرطاة في الرفق]
: وكتب عمر بن عبد العزيز إلى عديّ بن أرطأة: أما بعد، فإن أمكنتك القدرة على المخلوق فاذكر قدرة الخالق عليك، واعلم أن مالك عند الله مثل ما للرعية عندك.
[مما وصى المنصور به ابنه]
: وقال المنصور لولده عبد الله المهدي: لا تبرم «١» أمرا حتى تفكر فيه؛ فإن فكرة العاقل مرآته تريه حسناته وسيآته؛ واعلم أن الخليفة لا يصلحه إلا التقوى، والسلطان لا تصلحه إلا الطاعة، والرعية لا يصلحها إلا العدل وأولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة، وأنقص الناس عقلا من ظلم من هو دونه.