على وجه الأرض، وإذا هو أصلع؛ فقال صاحبي وكان أعور: دعني حتى أسائله.
قلت: دونك. قال: جعلت فداك، ما أنت؟ قال: نبي! قال: وما دليلك؟ قال: أنت أعور عينك اليمنى، فأقلع عينك اليسرى تصير أعمى؛ ثم أدعو الله فيردّ عليك بصرك! فقلت لصاحبي: أنصفك الرجل! قال: فاقلع أنت عينيك جميعا! وخرجنا نضحك.
[المأمون وآخر]
: وأتي المأمون بإنسان متنبيء، فقال له: ألك علامة؟ قال: نعم. علامتي أني أعلم ما في نفسك. قال: قرّبت عليّ؛ ما في نفسي؟ قال له: في نفسك أني كذاب! قال:
صدقت! وأمر به إلى الحبس فأقام به أياما؛ ثم أخرجه فقال: أوحى إليك بشيء؟
قال: لا. قال: ولم؟ قال: لأن الملائكة لا تدخل الحبس! فضحك المأمون وأطلقه.
[متنبيء اسمه نوح]
: وتنبأ إنسان وسمى نفسه نوحا صاحب الفلك؛ وذكر أنه سيكون طوفان على يديه [يهلك به الناس] إلا من اتبعه، ومعه صاحب له قدر آمن به وصدّقه، فأتي به الوالي فاستتابه فلم يتب، فأمر به فصلب، واستتاب صاحبه فتاب؛ فناداه [المتنبيء] من الخشبة: يا فلان، أتسلمني الآن في مثل هذه الحالة؟ فقال: يا نوح قد علمت أنه لا يصحبك من السفينة إلا الصاري «١» !
[المأمون وثمامة مع متنبيء]
: قال: وحمل إلى المأمون من أذربيجان رجل قد تنبأ، فقال: يا ثمامة، ناظره.
فقال: ما أكثر الأنبياء في دولتك يا أمير المؤمنين! ثم التفت إلى المتنبيء فقال له: ما شاهدك على النبوّة؟ قال: تحضر لي يا ثمامة امرأتك أنكحها بين يديك، فتلد غلاما ينطق في المهد يخبرك أني نبي! فقال ثمامة: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله!