عوابس ما تنفكّ تحت بطونها ... سرابيل أبطال بنائقها حمر «١»
تركن ابن ذي الجدّين ينشج مسندا ... وليس له إلا ألاءته قبر «٢»
وهنّ على خدّي شتير بن خالد ... أثير عجاج من سنابكها كدر
إذا سوّمت للبأس يغشى ظهورها ... أسود عليها البيض عادتها الهصر «٣»
يهزّون أرماحا طوالا متونها ... بهنّ الغنى يوم الكريهة والفقر
[أيام بكر على تميم يوم الوقيط]
قال فراس بن خندف: تجمعت اللهازم «٤» لتغير على تميم وهم غازون، فرأى ذلك ناشب الأعور بن بشامة العنبري، وهو أسير في بني سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس ابن ثعلبة، فقال لهم: أعطوني رسولا أرسله إلى بني العنبر، أوصيهم بصاحبكم خيرا ليولوه مثل الذي تولّوني من البرّ به والإحسان إليه. وكان حنظلة بن الطفيل المرثدي أسيرا في بني العنبر، فقالوا له: على أن توصيه ونحن حضور. قال: نعم. فأتوه بغلام لهم، فقال: لقد أتيتموني أحمق. وما أراه مبلغا عني! قال الغلام: لا والله ما أنا بأحمق، وقل ما شئت فإني مبلغه. فملأ الأعور كفه من الرمل، فقال: كم هذا الذي في كفي من الرمل؟ قال الغلام: شيء لا يحصى كثرة. ثم أومأ إلى الشمس، وقال: ما تلك؟ قال: هي الشمس! قال: فاذهب إلى قومي فأبلغهم عني التحية، وقل لهم يحسنوا إلي أسيرهم ويكرموه، فإني عند قوم محسنين إليّ مكرمين لي، وقل لهم يقروا جملي الأحمر، ويركبوا ناقتي العيساء «٥» ، بآية ما أكلت معهم حيسا «٦» ، ويرعوا