للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخلّط إذا لاقيت يوما مخلّطا ... يخلّط في قول صحيح وفي هزل «١»

فإنّي رأيت المرء يشقى بعقله ... كما كان قبل اليوم يسعد بالعقل

فبقيت أبقاك الله مثل من أصبح على أوفاز «٢» ، ومن النّقلة على جهاز، لا تسوغ له نهمة ولا يطعم عينيه غمضة، في أهاويل يباكره مكروهها وتراوحه عقابيلها «٣» فلو أن الدعاء أجيب والتضرّع سمع، لكانت الهدّة العظمى، والرجفة الكبرى؛ فليت الذي يا أخي ما أستبطئه من النفخة، ومن فجأة الصيحة، قضي فحان، وأذن به فكان؛ فو الله ما عذّبت أمة برجفة ولا ريح ولا سخطة، عذاب عيني برؤية المغايظة المضنية، والأخبار المهلكة، كأن الزمان توكل بعذابي، أو انتصب لإيلامي؛ فما عيش من لا يسرّ بأخ شقيق، ولا خدن شفيق، ولا يصطبح في أول نهاره إلا برؤية من تكره رؤيته، ونغمة من تغمّه طلعته فبدّل الله لي- أي أخي- بالمسكن مسكنا، وبالربع ربعا! فقد طالت الغمة، وواطنت الكربة، وادلهمّت الظّلمة، وخمد السراج، وتباطأ الانفراج، السلام.

[فساد الإخوان]

قال أبو الدرداء: كان الناس ورقا لا شوك فيه، فصاروا شوكا لا ورق فيه.

وقيل لعروة بن الزّبير: ألا تنتقل إلى المدينة؟ قال: ما بقي بالمدينة إلا حاسد على نعمة، أو شامت بمصيبة.

الخشني «٤» ، قال: أنشدني الرياشي:

إذا ذهب التّكرّم والوفاء ... وباد رجاله وبقي الغثاء «٥»

وأسلمني الزّمان إلى رجال ... كأمثال الذّئاب لها عواء