قال الفقيه أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه، تغمده الله برحمته: قد مضى قولنا في الحروب وما يدخلها من النقص والكمال، وتقدّم الرجال، على منازلهم من الصبر والجلد، والعدّة والعدد.
ونحن قائلون بعون الله وتوفيقه في الأجواد والأصفاد، إذ كان أشرف ملابس الدنيا وأزين حللها وأجلبها لحمد، وأدفعها لذمّ، وأسترها لعيب: كرم طبيعة يتحلى بها السمح السريّ، والجواد السخي. ولو لم يكن في الكرم إلا أنه صفة من صفات الله تعالى، تسمّى بها، فهو الكريم عز وجل. ومن كان كريما من خلقه، فقد تسمّى باسمه، واحتذى على صفته.
وقال النبي صلّى الله عليه وسلّم:«إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه» .
وفي الحديث المأثور:«الخلق عيال الله، فأحبّ الخلق إلى الله أنفعهم لعياله» .
وقال الحسن والحسين عليهما السلام لعبد الله بن جعفر: إنك قد أسرفت في بذل المال. قال: بأبي وأمي أنتما، إنّ الله قد عوّدني أن يتفضّل عليّ، وعوّدته أن أتفضل على عباده، فأخاف أن أقطع العادة فيقطع عني.
وقال المأمون لمحمد بن عبّاد المهلّبي: أنت متلاف «١» ! قال: منع الجود سوء ظّن