للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غضبان أن لا نلد البنينا ... وإنما نأخذ ما أعطينا!

فألانه قولها ورجع إليها.

[لأعرابي يدعو:]

وقال سعيد بن أبي الفرج: سمعت أعرابيا يطوف بالبيت وهو يقول:

لا همّ ربّ الناس حين لبّبوا ... وحين راحوا من منى وحصّبوا «١»

لا سقيت عثبثب وغلب ... والمستزار لا سقاه الكوكب

فقلت: يا أعرابي، ما لهذه المواضع تدعو عليها في هذا الموضع؟ فنظر إليّ كالغضبان فقال:

من أجل حماهن ماتت زينب

[قولهم في التلصص]

أبو حاتم قال: أنشدنا أبو زيد الأعرابي، وكان لصا:

ثلاث خلال لست عنهنّ تائبا ... وإن لا منى فيهن كلّ خليل

فمنهن أني لا أزال معانقا ... حمائل ماضي الشّفرتين صقيل

به كنت أستعدي وأعدي صحابتي ... إذا صرخ الزحفان باسم قتيل

ومنهنّ سوق النهب في ليلة الدّجى ... يحار بها في الليل كل دليل

ومنهن تجريد الكعاب ثيابها ... وقد مال جنح الليل كلّ مميل

وهذا المعنى سبقه إليه الأول:

فلولا ثلاث هنّ من عيشة الفتى ... وجدّك لم أحفل متى قام رامس «٢»

فمنهن سبق العاذلات بشربة ... كأنّ أخاها مطلع الشمس ناعس