ما أقل علمه بها، إنها لتنفع إذا شق بطنها ووضعت على مكان اللدغة، وقد تجعل في جوف فخار مسدود الرأس مطيّن الجوانب، ثم يوضع الفخار في تنور، فإذا صارت العقرب رمادا سقى من ذلك الرماد مثل نصف دانق من به حصاة فتّتها من غير أن يضر سائر الأعضاء، وقد تلسع من به حمى عتيقة فتقلع عنه، وقد تلسع المفلوج فيذهب عنه الفالج، وقد تلقى العقرب في الدهن وتترك فيه حتى يأخذ الدهن منها ويجتذب قواها، فيكون ذلك الدهن مفرّقا للأورام الغليظة.
وقال المأمون: قال لي بختيشوع وسلمويه وابن ماسويه: إن الذباب إذا دلك على [موضع] لسعة الزنبور سكن ألمها؛ فلسعني زنبور، فحككت على موضع لسعته عشرين ذبابة؛ فما سكن إلا في قدر الحين الذي يسكن فيه من غير علاج! فلم يبق في يدي منهم إلا أن قالوا: كان هذا الزنبور حتفا، ولولا هذا العلاج له لقتلك.
وقال محمد بن الجهم: لا تتهاونوا بكثير مما ترون من علاج العجائز، فإن كثيرا منه وقع إليهن من قدماء الأطباء؛ كالذباب يلقى في الإثمد فيسحق معه، فيزيد في نور البصر، ويشد مراكز شعر الأجفان في حافات الجفون.
قالوا: وللسع الأفاعي والحيات ينفع ورق الآس الرطب، يعصر ويسقى من مائة قدر نصف رطل.
[مصايد الطير]
قال صاحب الفلاحة: من أراد أن يحتال للطير والدجاج حتى يتحيرن ويغشى عليهن فيصيدهن، عمد إلى الحلتيت «١» . أذبه بالماء ثم اجعل فيه شيئا من عسل، وانقع فيه برّا «٢» يوما وليلة، ثم ألقه إلى الطير، فإذا لقطه تحير وغشي عليه، فلا يقدر على الطيران إلا أن يسقى لبنا خالطه سمن. قال: وإن عمد إلى طحين برّ غير منخول فعجن بخمر ثم طرح للطير والحجل فأكلن منه تحيرن وأخذن.